الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الرأي الحر: مصائب تنتظر تونس بعد الانتخابات

نشر في  20 أوت 2014  (11:11)

 بقلم: محمد المنصف بن مراد

من يعتقد أنّ الانتخابات المقبلة ستوفّر الاستقرار والأمن والرّفاهة، فهو انسان غير واع لأنّ المخاطر ستتواصل حتى وإن تقلصت.. فمهما كانت النّتائج فانّ المنهزم لن يقبل بسهولة هزيمته وسيحرّك أنصاره ولن تستقرّ البلاد ولن تنعم بانتعاشة اقتصادية واجتماعية وربما أمنية.. فلو نجحت النهضة فستتحرّك أحزاب اليسار وأجزاء من المجتمع المدني وكل القوى الديمقراطية وترفض حكم النهضة في تونس بعد أن أثبتت في عهد الترويكا عجزها عن تسيير البلاد (ارهاب، التهاب الأسعار، محاولة اركاع الأمن والقضاء والجيش، اضعاف الدولة والتغوّل في أجهزتها.. تداين) وأمّا إذا نجحت الأحزاب المدنية والديمقراطيّة فسيتحرّك أنصار النهضة.. مع التذكير بأنّه في حال اقصاء النهضة، ليس مستبعدا أن تعيش تونس السيناريو المصري بما تتضمّن من تصفيات جسدية وبروز مليشيات صقور هذه الحركة واستفاقة الخلايا النائمة، إضافة الى الجرائم الارهابيّة التي لم تعد خافية على أحد.
وبالنسبة إلى الانتخابات الرئاسيّة فانّ عدد المترشّحين له أكثر من دلالة ودون أدنى خطورة.. فتهاطل الترشّحات يمكن تفسيره بفشل الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي على جميع المستويات ممّا جعل كثيرين يتطلّعون الى افتكاك كرسي قرطاج.. لقد فشل المرزوقي في جمع شمل التونسيين كما كان ضالعا في التعيينات والاتهامات والوعد بالمشانق وتولى استقبال لجان تدمير الثورة والمتشدّدين الدّينيين ونشر كتاب أسود فظيع وبرز بغياب الإرادة كلّما تعلّق الأمر بالتهديدات الموجهة إلى الإعلاميين والأمن الجمهوري، علاوة على تغيير فجئي وغير مسبوق للقيادات في الجيش الوطني ومواقفه الغريبة والهزيلة إزاء دولة قطر، من ذلك قبوله إهانة أمير هذه البلاد عندما صرّح أنّه أتى لتونس حتى يعلّم رئيسنا «كيف يسلم..» لقد أهين المرزوقي لكنه لم يرد الفعل.. أضف الى كلّ ذلك عداءه للنظام الجديد في مصر وعلاقته الغريبة بليبيا .. ونكتفي بهذه الأخطاء.
انّ المترشّحين لمنصب رئيس الجمهورية يشعرون بأنّ المرزوقي ليس له أيّ وزن ويمكن الانتصار عليه بسهولة، لكن كثرة الترشّحات ستفرز مترشّحين اثنين فقط في الدّور الثاني بما سيضمن عدم تشتّت أو ضياع أصوات!
أمّا على صعيد الانتخابات التشريعيّة فانّ كارثة حقيقيّة تنتظر تونس لأنّ نظام الانتخابات عبر القوائم أقصى كلّ القوى المدنيّة والمستقلّة كما انّ الدوائر الانتخابيّة وقع تحديدها من قبل أناس خدموا مصالح الأحزاب الكبرى وتولّى ممثّلو الأحزاب المتطرّفة التأثير على هذا التقسيم..
لكن مع هذا كلّه فانّ عدم تكوين جبهة انتخابية ديمقراطية وبروز قائمات مستقلّة وأخرى تجمّعية تضم رموز هذا الحزب، سيساهم في تقليص عدد النواب الديمقراطيين، وهو ما يعكس سذاجة أهمّ الأحزاب المدنية وحساباتها الضيّقة  القاتلة التي ستهدّد مستقبل مدينة تونس.. وفضلا عن ذلك فإنّ مسؤولية حزب نداء تونس في رفضه لتكوين جبهة ديمقراطية مدنية انتخابيّة واضحة، وانعدام الوعي بالمخاطر  ستكون له انعكاسات سلبية على مستقبلنا.. ومهما كانت النتائج فانّ تكوين أي حكومة يفرض على الأحزاب الديمقراطية اشتراط حياد وزراء الداخلية والدّفاع والعدل والتعليم والشؤون الدّينية وتجميد نشاط كل المسؤولين الحزبيين الذين يخدمون مصالح أحزابهم بدلا من خدمة مصالح تونس في هذه الوزارات!
سأصوّت في الانتخابات المقبلة لكنّي متشائم جدّا من سذاجة الأحزاب «الديمقراطية»..